على خـُطى الشظايا
....................................................للشاعر محمد نصيف
قبل أن ترحلَ من جرحـِك ِ أسرابُ الدماءْ
صارَ ذكرى في ليالينا الهناءْ
وامتهنا في حكايانا مواويلَ الشقاءْ
قبلَ أن تـُؤذي الشظايا معصميك ِ
قد أصابتْ عنفوان َ الصابرينْ
جرّحتْ من قبل ُ قلبَ الكبرياءْ
رسمتْ في كلِّ بيت ٍ من بلادي
صورة ً تفضحُ وجه َ البربريـَّة ْ
ووجوه َ الوارثين َ النسلَ من بيت ِ البـِغـَاءْ
لا تخافي الجرح َ إنْ كانَ به بعضُ اعتصارْ
لا تخافي إنَّ في جرحـِك ِ رمزاً وافتخارْ
إنَّ في الآلام ِ ذكرى سوفَ تـُحكى للصغارْ
سوفَ تـُروى لمحبٍّ ذابَ شوقاً في عذابات ِ انتظارْ
إسمَعـيني حلوتي
لا تحزني
إنَّ في الجرح ِ دليلاً كيفَ جار َ المعتدونْ
كيفَ يـُلغونَ وجودي ثمَ يـَسبونَ النساءْ
كيف يلهو فوق َ جرحي الغاصبونْ
كيفَ يثرى فوقَ جوعي السارقونْ
كيفَ باعوا في بلادي
سحرَ هاروت َ وماروتَ وقالوا :
قد أتيناكم بما كنتمْ مراراً تـُوعدونْ
حلوتي لا تعجبي إن قلتُ يوماً :
ليسَ هذا الجرحُ إلاّ بعضَ آلام ِ العراقْ
منذ ُ نيسان َ جـُرحنا
بعدما داسَ على روحي الغزاة ْ
أحرقوا أحلامـَنا حتى أحالوها رمادْ
حَسـِبونا أمـّة ً لا يحتوي قاموسُها غيرَ الرقادْ
فاستخفونا وباعونا الاماني والكسادْ
بعدَ حين ٍ أدركوا أنَّ عراقَ الرافدينْ
لم يكنْ إلاّ طريقا للجحيمْ
بعدما راحوا يَخيطونَ المنى ثوبَ حدادْ
حين قـُمنا فوق َأنيابِ المنايا والرصاصْ
نعزفُ النصر َ نشيداً رغم َ أنف ِ المعتدينْ
رغمَ أنف ِ الخائنينْ
رغمَ أنف ِ الصامتينْ
رغمَ أنف ِ الغارزينَ الغدرَ في قلب ِ البطولة ْ
أملٌ بالله ِ يحيا كلما إشتدّ السوادْ
رغمَ ليل ِ المحبطينْ
إنَّ فجراً سومريـّاً بعد َ عسر ٍ سيـُضاءْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد نصيف